عبد الصبور بدر يكتب: انقذوا حمدي الوزير 

عبد الصبور بدر 
عبد الصبور بدر 


الشريان الأورطي للفنان حمدي الوزير يتمزق، والدعامات التي يحتاج إليها لوقف الأورطي من التمدد لا توجد إلا في الخارج، وبأسعار باهظة، في الوقت الذي تتفرج فيه وزارة الثقافة ونقابة المهن التمثيلية على حمدي وهو يتألم دون أن تتحرك أيا منها لإنقاذ الموقف الحرج.
أما القرار الذي اتخذه الأطباء هو إجراء جراحة عاجلة في القلب، صباح غدٍ الاثنين، بسبب عدم توفير الدعامات المطلوبة وانقطاع الأمل في الحصول عليها، ليدخل حمدي إلى غرفة العمليات، وهو لا يملك إلا الدعاء لله من أجل أن ينجيه من تلك المحنة الشديدة. 
من على سريره في مستشفى عين شمس التخصصي جاءني صوت حمدي الوزير قويا ومتماسكا، مثل أي رجل مصري يواجه أصعب لحظة في حياته برباطة جأش، وصلابة، وهو يدعوني لقراءة ما كتبه د. خالد منتصر على صفحته الشخصية داعيا وزارة الثقافة لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان. 
أعرف الأستاذ حمدي جيدا، اقتربت منه للدرجة التي تجعلني أدرك أنه يشعر بالسعادة حين يعثر على من يقدره ويحنو عليه، ويلوذ بالصمت لا يطلب شيئا لنفسه أبدا في أحلك منعطفات حياته، خاض معي عبر الهاتف في أحاديث عادية، وكأنه يحدثني من المصيف، وليس على سرير العمليات! 
عزة نفسه تمنعه من الاستغاثة بأي جهة لتتولى علاجه، وتريحه من علامات استفهام تطل برؤوسها وهو يجد نفسه يخطو نحو مصير مجهول، ويوقع بيده على عملية خطيرة جدا قد تكلفه حياته بسبب عدم تواجد الدعامات اللعينة في مصر. 
ساعات قليلة تفصل حمدي عن العملية الخطيرة، بينما يبقى الأمل في أن يمد أحدهم يده للفنان القدير، ويأتي بالدعامات من الخارج في اللحظات الأخيرة، وينقذ حياته، فهل تفعلها وزيرة الثقافة؟، أم أن الدكتورة إيناس عبد الدايم لا تعلم – في الأصل – شيئا عن حالة الفنان الحرجة؟!